منطقة الداخلية :الحمراء

تقع في الجزء الشمالي الغربي من الجبل الأخضر ، تجاورها ولاية عبري من جهة الغرب ونزوى شرقاً والرستاق شمالاً وولاية بهلا إلى الجنوب . عدد سكانها حوالي 15 ألف و390 نسمة ، يعيشون في 25 قرية أشهرها مسفاة العبريين – القلعة – العارض .

وفي ولاية الحمراء تشتهر مسفاة العبريين بجمالها الطبيعي الرائع ، حيث المدرجات الجبلية الزراعية وجبل شمس بإرتفاعه الشاهق الذي يصل إلى حوالي 12 ألف قدم ، حتى قيل بأن تسميته ترجع إلى كونه أول بقعه مرتفعه تستقبل أشعة الشمس الصباحية وآخر ما تغيب عنها في المساء .

وتضم ولاية الحمراء عدداً من المعالم الأثرية الهامة التي تؤكد عراقتها التاريخية ، أهمها : حصاة بن صلط ، تلك الصخرة المحفور عليها كتابات ونقوش قديمة تشير إلى عصور غابرة .

وقلعة "روغان" في بلدة المسفاة والتي يرجع تاريخ إنشائها إلى ما قبل الإسلام ، وهي القلعة التي تتميز بموقعها الإستراتيجي من الناحية العسكرية

وفي بلدة غول الواقعه غرب ولاية الحمراء هناك "حصن الفرس" حيث بناه هؤلاء بعدما حاصرهم "مالك بن فهم " ولم يتمكنوا من الصمود طويلاً لهذا الحصار ففروا هاربين إلى الجبل .

ويشير الطريق الجبلي الممهد بالحصى والصاروج والتوصيلات الخشبية الصلبة بين فتحتي الأودية والشعاب ، يشير إلى إعتماد الإنسان القديم في التعايش مع البيئة الوعرة على عضلاته القوية ، وهذا الطريق يسمونه "ضبك الفرس" .

ومنذ دخول الإسلام إلى عمان عرفت تلك المنطقة كغيرها من المناطق بكثرة المساجد والجوامع ، وكان أبرزها "جامع العارض" الذي يتسع لحوالي ألف مصلي ويتكون من 26 عمود ، وهو ما يشير إلى حجم الكثافة البشرية في تلك البقعة آنذاك ، ويرجع تاريخه إلى القرن الرابع الهجري، ويعد من الآثار التراثية الهامة .

وإلى جانب المواقع التاريخية الضاربة في أعماق الزمن ، بهذه الولاية والتي تعتبر جانباً سياحياً مهماً ، فهناك معالم سياحية أخرى أهمها : "بيت النعمة" الذي يعد تحفة معمارية بمقاييس عصره ، وقرية "النخر" التي إشتهرت أجوائها المعتدلة طوال أشهر الصيف وكذلك العديد من المغارات والكهوف والأفلاج .

وتعد الأفلاج من اهم المصادر المائية التي تعتمد عليها الزراعة في ولاية الحمراء ، لكن مساحة واسعة من الأراضي الزراعية تعتمد على الآبار خاصة في منطقة وادي "الخور" .

أما عن أهم المنتجات الزراعية فهي : النخيل والليمون ، والبرتقال والخضروات والبرسيم والأعلاف . كما إن هناك ثروة حيوانية جيدة تتمثل في عدد من الأغنام والأبقار والماعز .

وفي ولاية الحمراء تنشر بعض الحرف والصناعات والفنون التقليدية ، فمن الحرف : الزراعة وتريبة الماشية ، العلاج الشعبي ، إستخراج السكر الأحمر ، وماء الورد وعصير الليمون والمبسل والنشا ، كما يقوم الأهالي بعمل الصيعان – الحبال – النسيج . أما الفنون التقليدية فهي : الرزحة ، الزفن ، العازي ، تغرود الجمال ونشيد المقاطع .

وحتى تلك الولاية الجبلية التي تتميز بطبيعة تضاريسية بالغة الوعورة لم تغفلها عناية المسيرة التنموية وعطاءاتها المتدفقة بالخير على هذه الأرض الطيبة دون النظر إلى الكلفة المضاعفة التي تفرضها تلك العناية أو ذلك العطاء ، فعند النقطة البعيدة في عنان السماء ، والتي هي أول بقعة تلفها خيوط الأشعة الشمسية ، عند "جبل شمس" تبدو بصمات الإنجاز القابوسي محفورة في جبين الزمان العماني غائرة في المكان ، ناطقة بالشهادة الأمنية على المسار الحضاري لملحمة التحدي من أجل العطاء المخلص للوطن الغالي ومواطنيه الإوفياء .